أكدت تصريحات نقلتها صحيفة الشروق أن شركات المقاولات ومواد البناء المصرية تتحرك بقوة لتأمين موقع قيادي في جهود إعادة إعمار قطاع غزة بعد إعلان اتفاق السلام الأخير. أوضح مسؤولو هذه الشركات استعدادهم الكامل للمشاركة في أعمال البناء، مشيرين إلى توفر فائض كبير من المواد الإنشائية والطاقة الإنتاجية داخل السوق المحلية المصرية يمكن توجيهه نحو هذا المشروع الضخم.

ذكرت ميدل إيست مونيتور، أن هذه التحركات تأتي بالتزامن مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتهاء الحرب في غزة بوساطة مصرية وعربية. ويُعقد في شرم الشيخ قمة سلام يترأسها كل من رئيس الاتقلاب المصري عبد الفتاح السيسي وترامب بمشاركة عدد من قادة العالم، لبحث سبل تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط ودعم جهود إعادة الإعمار في القطاع.

بعد توقيع الاتفاق، تبدأ المشاورات حول أولويات الإعمار وآليات التمويل، خصوصًا في ظل الدمار الواسع الذي أصاب المباني والبنية التحتية خلال العامين الماضيين من الصراع. وتُظهر بيانات الأمم المتحدة أن نحو 83% من مباني مدينة غزة تضررت، منها قرابة 17734 مبنى دُمّر بالكامل. وتشير تقديرات الخبراء والمؤسسات الدولية إلى أن إعادة إعمار القطاع قد تتطلب نحو خمسين مليار دولار وتمتد إلى عشر سنوات لإنجازها.

تحتدم المنافسة العالمية على عقود الإعمار منذ الآن، إذ تسعى شركات كبرى من تركيا والولايات المتحدة وقطر والإمارات وبريطانيا ومصر للحصول على حصة في المشروع. وذكرت صحيفة التايمز أن شركات تركية وأميركية كانت من أوائل الجهات التي قدمت مقترحات رسمية للمشاركة في إعادة الإعمار.

ترى الأوساط الاقتصادية في القاهرة أن المشاركة المصرية ليست فقط فرصة استثمارية كبرى، بل أيضًا أداة سياسية تعزز الدور الإقليمي لمصر في مرحلة ما بعد الحرب. فنجاحها في الوساطة لوقف القتال يمنحها موقعًا طبيعيًا في قيادة جهود البناء، ويتيح لشركاتها القطاعية الاستفادة من خبرتها في مشروعات كبرى مماثلة نفذتها في الداخل وخارج الحدود.

ويشير محللون إلى أن التعاون العربي في تمويل وإدارة عملية الإعمار قد يصبح نموذجًا لإعادة صياغة علاقات المنطقة بعد الحرب، خاصة إذا جرى التركيز على التنمية والبنية التحتية بدلًا من المواجهات العسكرية. ومع أن الطريق ما يزال طويلًا، تبدو مصر مستعدة لتصدر المشهد، مدفوعة بخبرتها وقدراتها الصناعية المتنامية، وبطموحٍ في أن تكون بوابة الإعمار وبناء الاستقرار في غزة والمنطقة.
 

https://www.middleeastmonitor.com/20251014-egyptian-companies-eye-major-role-in-gaza-reconstruction-effort/